حيـــاته :



       هو خليل إبراهيم عطية , ينتمي إلى عشيرة البو هنيدي العجرشية الزبيدية . ولد بمدينة الكوت ( 180 كلم جنوب بغداد ) مركز محافظة واسط عام 1936 في أسرة متوسطة الحال , يمتهن ربها تجارة الحبوب , درس في مدارس مسقط رأسه ثم دخل دار المعلمين الابتدائية ببغداد وتخرج فيها سنة 1955 , فعين معلما , ودفعه طموحه إلى إكمال دراسته فقبل في دار المعلمين العالية ( كلية التربية ) ببغداد فنال البكالوريوس فيها سنة 1960 , ومارس التدريس في دار المعلمين بالكوت ثم في معهد المعلمين عدة سنوات , توجه بعدها إلى القاهرة حيث درس في كلية الآداب بجامعة عين شمس , ونال فيها         ( الماجستير ) عن رسالته ( كتاب فعلت و أفعلت لأبي حاتم السجستاني ) , دراسة وتحقيق ( 1969 ) , وعاد إلى العراق ليعين مدرسا لفقه اللغة العربية في جامعة البصرة    ( 1970 ) وأبدى نشاطا علميا وفكريا أهلاه لتولي رئاسة قسم اللغة العربية في الجامعة .
ومع مسؤولياته المهنية أشرف على المركز الثقافي التابع لجامعة البصرة فشهد المركز في عهده نشاطا فكريا ملموسا بعد أن استطاع اجتذاب خيرة المثقفين والمبدعين من العراقيين والعرب للمشاركة في نشاطات المركز . وشارك في تحرير مجلتي البصرة والخليج العربي وغيرهما من المجلات الأكاديمية التي كانت تصدرها الجامعة والمؤسسات التابعة لها .
      بعد ذلك شد الرحال ثانية إلى القاهرة حيث نال الدرجة العلمية " الدكتوراه " في جامعة عين شمس عن رسالته " كتاب التقفية في اللغة للبندنيجي " مع بحث عن الدراسات اللغوية في القرن الرابع الهجري ( 1973) .
       نشأ المرحوم د . خليل العطية محبا للشعر والأدب والنكتة أيضا . فقد كان والده الحاج إبراهيم العطية دائم الترنم بالشعر , فقد كان يحفظ نصف ديوان المتنبي وثلثي ديوان الشريف الرضي , ونصوصا لا حصر لها من ( نهج البلاغة ) .. وكان خطيبا , جهوري الصوت , مشاركا في المناسبات الدينية التي تقام في مسجد المدينة وسواه من الأماكن العامة .
بدأ د. خليل بنظم الشعر العمودي , كانت قصائده رومانسية وكان يكثر مطالعة دوواين السيد محمد سعيد الحبوبي وعلي الشرقي وإيليا أبي ماضي , وكانت هذه الدوواين تحتل زاوية مهمة من مكتبة الأسرة .
      كانت أفضل أوقات الخليل تلك التي يقضيها في القراءة والكتابة والتنقير في معجمات اللغة , وكان أكبر هم يؤرقه تعلم اللغة الشريانية لإيمانه بأهميتها في علم اللغة وقد قطع شوطا في ذلك بعد أن يسر له " كوركيس عواد " سبل ذلك .
    كانت عنايته شديدة باللهجات العربية , ونشر دراسات مهمة عن لهجات هذيل وطي وزبيد وغيرها من القبائل العربية . وأثناء اقامته بالبصرة وضع دراسة متميزة عن لهجة أهل الزبير بأعتبارهم البصريين الأوائل . وكانت ميدانية علمية . وعندما زار صنعاء بدعوة من جامعتها وضع ملاحظات عن لهجة أبنائها وكذلك فعل بالجزائر .
   وفي العاصمة بغداد أشرف على رسائل لنيل الماجستير والدكتوراة لطائفة من العراقيين ومن أبناء الأقطار العربية الأخرى  وأشرف على أكثر من ستين رسالة ماجستير ودكتوراه في حقول اللغة والنحو والصرف .
     له صلات طيبة بعلماء عصره , ويحرص على حضور مجالسهم , واذا كان من الطبيعي أن يعرف معظم علماء وباحثي بلده العراق , فانه كان يقيم أمتن الروابط مع العلماء العرب من مختلف الأقطار العربية أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر .
الشيخ حمد الجاسر – علامة الجزيرة العربية ( ت 2000م ) والدكتور شكري فيصل ( ت 1985 ) والأستاذ أحمد راتب النفاخ ( ت 1992 ) والدكتور إحسان عباس والدكتورة عزة حسن والشيخ محمود محمد شاكر ( ت 1997 ) . على أن لأستاذه الدكتور رمضان عبد التواب ( عميد كلية آداب عين شمس في القاهرة – سابقا – مكانة متميزة في قلبه ووجدانه . كان يلهج بالثناء عليه وقد أهداه كتاب ( خلق الإنسان لمحمد بن حبيب البغدادي ( القاهرة -1994 )
توفي رحمه الله في بغداد في التاسع من ربيع الثاني سنة 1419 هـ الموافق للثاني من آب ( أغسطس ) سنة 1998 م .